لكل مستوى أدبه الخاص الذي يتعامل أفراده وفقه، فنجد أن الأدب المعمول به في طبقة الفقراء يختلف عنه في طبقة النبلاء وكذلك الأمر على مختلف الطبقات والمستويات، والأدب هنا يمثل القوانين الرابطة بين الأفراد وهذه القوانين لا تسمى أدبا إلا إن كان الإلتزام بها من باب الرضاية والطواعية، وفي باب علم الاجتماع يُسمي "جون جاك روسو" العلاقات التي تجمع بين الحاكم وشعبه بالعقد الاجتماعي، وهذا العقد هو عقد مزدوج حيث يتقيد الحاكم به وكذلك يتقيد المحكوم أيضا، فيكون الحاكم مقيدا بشعبه والشعب مقيد بحاكمه، وهذه الازدواجية في القيد هي التي تحرر الأفراد منه، فهم يخرجون من إرادتهم الخاصة إلى الإرادة العامة أو بعبارة أخرى يسيرون مع تدفق المصدر الذي يوحدهم ويحررهم، وإنْ تجاوز الالتزام بالقوانين جانبه الجبري إلى الطوعي تحقق الأدب باعتباره ذروة التقنين أو التقيد بالقانون إلى درجة التحرر منه، وهذا الفعل عبر عنه "كانط" بالخير لذاته، أما نحن فنعبر عنه بالقيد الطوعي الذي يمثل أعلى مراحل القانون بحيث تكون غير ملزما به، وإنما تفعله من باب الطوعية والرضاية وباعتباره الحق والمنطق الذي ينبغي أن يكون، والعيش دون قانون هو نفسه العيش دون معنى وهذه هي الرداءة بعينها.
محتوى المحاضرة
سعر المحاضرة الصوتية مرفوقة بملف بي دي أف 30$
لطلب المحاضرة تواصل مع حساب فريق العمل في التلغرام
(اضغط هنا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق