إعلان

التشوه الجنسي في تنشئة الطفل

G.M HERMES
0

تشوه النظرة الجنسية للأبوين وانعكاسها على الطفل

إن التشوهات الفكرية والنفسية المتعلقة بالعلاقات الجنسية غالبا تكون متوارثة جيلا عن جيل، ويبدأ ذلك من علاقة الأبوين؛ فإن كان لأحدهما تشوه في نظرته للجنس فإن ذلك سينعكس حتما على الطفل كونه ثمرة للعملية الجنسية، فتعاملك مع الجنس هو نفسه تعاملك مع الطفل، ومثال ذلك أن يكون الذكر رافضا للأنثى أو العكس، أو أن تكون العملية الجنسية هي الرابطة الوحيدة بين الطرفين حيث لا تتحقق الرابطة إلا به وتنقطع بدونه، وبالتالي تكون رابطة آنية غير دائمة مما يجعل العملية الجنسية معيار لقيمة الآخر الوجودية فلا يحس أحد الطرفين بقيمته وتواصله إلا خلالها، أو أن يكون هدف الجنس هو المتعة فيكون الطفل عبارة عن نتيجة غير مرغوبة، كل هذه العوامل تؤثر على نفسية الطفل خاصة في سنواته الأولى لأن تعلم الطفل في هذه المرحلة يكون بالحواس فتكون حواسه حادة ومفرطة في جمع المعلومات التي يسمعها ويراها ويشعر بها وتخزينها في اللاوعي كما هي. 

تطور الطفل بعد ولادته

ومعروف أن تعلم الإنسان منذ ولادته حتى سن الثانية يكون حسي بينما تتطور مرحلة التجريد والوعي بعدها حتى تكتمل تقريبا عند سن الحادية عشرة، هذه التجارب اللاوعية والمخزنة في لاوعي الطفل تكون سبيا لعقده النفسية لاحقا لأنه لم يكن واعيا لها، وبالأخص ميولاته الجنسية حيث سيتعامل مع غريزته الجنسية بلاوعي حتى يحتكم إلى وعيه، ففي مثال رفض أحد الأبوين للطرف الآخر ينتقل الأمر إلى الطفل وتتبلور معه هذه الفكرة حتى الكبر وتنشأ معها ميولات جنسية لنفس جنسه نظرا لنفوره من الطرف الآخر ومن هنا يبدأ الشذوذ الجنسي، وفي حالات أخرى تنتج اضطرابات مختلفة كالسادية والمازوخية وصولا إلى القتل والإجرام في حق الآخر.

الأضطرابات و التشوهات الجنسية التي تسبب إنحراف الفطرة

إن انحراف الفطرة الذي كان بسبب أنحراف في الرغبة الجنسية التي هي نتاج لتجارب لاواعية تتطور مع نمو الطفل،حيث أن الطفل يتطور منذ صغره بهلوسات جنسية لتصبح لاحقا على شكل عقد نفسية و تتحول كل عقدة نفسية الى خرق في الفطرة الأنسانية 

نظرة الجنس المتوارثة التي كانت سببا في توراث تلك العقدة النفسية يجب علينا كسر هذه العقد بالوعي كحالة من النمو و الشفاء لتصحيح مسار الفرد (أنظر لدورة تغيير مسار الحياة)

طاقة الفرج هي طاقة الأنفتاح والتحرر

بينا أن الحل المتطرف بإلغاء أحد القطبين وهو الأنثى للسيطرة على الغريزة الجنسية في المجتمع أدى إلى مشاكل وآفات اجتماعية مختلفة تسببت في تدهور المجتمعات وانغلاقها على نفسها، وكل وسط منغلق على الآخر سيتعفن ويزول مع الوقت،  وإن أراد المجتمع أن يتطور عليه أن  ينفتح على الآخر ويتحرر من الانغلاق بالانفراج الذي يكون بتصحيح نظرته للأنثى كونها تمثل طاقة الانفتاح.

الخلاص والنظرة الصحيحة

لقد نظرت المجتمعات القديمة وحتى الحديثة للأنثى كعيب في الطبيعة وكائن ناقص مقارنة بالذكر، لهذا حاولوا تغطية هذا النقص واخفائه رغبة منهم في تصحيح الوضع والوصول إلى الخلاص، وقد بينا أن الخلاص يبدأ أولا بالاعتراف بالنقص ، ومن هذا المنطلق على هذه المجتمعات التي انطلقت من مقدمة نقص الأنثى أن تعترف بهذا النقص وتظهره لتترفع عنه، ولا يكون ذلك إلا بتغيير نظرته لها والاعتراف بكونها قطب يتمتع بوعي إنساني مثلها مثل الذكر رغم الإختلافات بينهما، وهذه النظرة الجديدة لا يجب أن تكون متطرفة لصالح الأنثى حتى لا نقع في نفس الخطأ الأول، ولا أن نجنح فيها إلى المساواة المغلوطة بين الطرفين لأن لكل منهما خصائصه وتركيبته التي تميزه و تحدد دوره في الحياة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)