العملية الجنسية: من جريان الشهوة إلى تصحيح الجوهر
العملية الجنسية، في بنيتها العميقة، ليست فعلاً جسديًا بحتًا، بل نقطة اختبار قصوى بين الحركة الظاهرية والحركة الجوهرية. ما يحدث فيها يختصر مسار الإنسان كله: إما السقوط في الجريان، أو استعادة السيادة.
الجنس كحركة ظاهرية
في صيغته الشائعة، الجنس هو تفريغ زمني:
- توتر ⟶ إثارة ⟶ ذروة ⟶ هبوط
حلقة مغلقة تعيد إنتاج النقص.
هذه البنية تجعل الفعل:
- معتمدًا على الآخر
- محكومًا بالتوقع
- ومربوطًا بفقدان الطاقة بعد الانتهاء
كل ذروة زمنية يتبعها فراغ.
الوهم الجنسي المقدّس
أخطر ما في العملية الجنسية هو تقديسها دون وعي:
- اعتبارها اتحادًا
- أو اكتمالًا
- أو شفاءً وجوديًا
بينما هي، في الواقع غير المصححة، أداة نسيان:
تسحب الوعي إلى الجسد،
وتربطه بالزمن،
وتُغلق عليه باب السكون.
الجنس والأنوثة الزمنية
الجنس غير المنضبط هو التعبير الأوضح عن مبدأ الأنوثة الزمنية:
- استمرارية
- تكرار
- إدمان إحساس
- رفض الخاتمة
لذلك يصبح الجسد هو المرجع، لا الجوهر.
التصحيح: نقل الفعل من التفريغ إلى السيادة
التصحيح لا يعني الامتناع ولا الانغماس، بل نقل المرجعية:
- إيقاف التماهي مع الإثارة
تُلاحظ ولا تُتبع.
الإحساس لا يتحول إلى أمر. - عدم ربط اللذة بالذروة
الذروة ليست غاية، بل فخ زمني. - حفظ الطاقة لا تفريغها
لأن ما يُفرّغ يُفقِر،
وما يُحفظ يُرسّخ. - استعادة السكون أثناء الفعل
إن لم يكن السكون حاضرًا، فالفعل خارج الجوهر.
المكافأة الجوهرية
عند تصحيح العملية الجنسية:
- لا يعود الجنس حاجة
- ولا تعويضًا
- ولا هروبًا
بل يصبح:
- فعلاً محدودًا
- تحت السيادة
- لا يسحب الوعي من مركزه
من استعاد جوهره، لم يعد عبدًا لجسده.
الخلاصة
العملية الجنسية إمّا:
- بوابة سقوط زمني
أو - ساحة اختبار للسيادة
الفرق ليس في الفعل،
بل في من يقوده:
الجريان… أم الجوهر.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق