هذا الكتاب ليس مجموعة نصوص متفرقة، بل محاولة لالتقاط خيط الوعي من أعماق التجربة البشرية، حيث تتقاطع الهندسة الدقيقة للوجود مع انكسارات الرغبة، وحيث يتحول المعنى إلى طاقة تقود الأرواح في صعودها وسقوطها.
ما بين الهندسة والسم بين الرغبة والهلوسة بين المعتمد والسجن، يسعى هذا العمل إلى رسم خريطة دقيقة لفهم الاستنارة بوصفها ليس هروبا من الوجود ولا وعدًا غامضا، بل توازنا جوهريا بين الأضداد: الأنوثة والذكورة، الصمت والكلام المعلوم والمجهول.
الاستنارة هنا ليست نظرية ولا فكرة، بل هي حالة عميقة من الانسجام بين الإنسان والمصدر، تتجلى في الجذر الجنسي كما في أرفع تجليات الروح، وتكشف أن الطريق نحو الحرية لا يمر عبر المعتقدات ولا عبر نفي الرغبات، وإنما عبر حسن الظن بالمصدر والتسليم إلى الغموض الذي يحوي الحقيقة.
هذا الكتاب يضع القارئ أمام نفسه :
- هل وعيت كيف يفسد السم هندستك الداخلية؟
- هل أدركت أن الرغبة ليست عدوا بل بابا لفهمك؟
- هل جربت أن تنظر إلى الصمت لا كفراغ، بل كأصل يفيض بالمعنى؟
إنه دعوة إلى التحرر من التبرير من سوء الظن من السجون الخفية التي تبنيها الأفكار والمعتقدات. ودعوة في الوقت ذاته إلى الثقة بأن الغموض ليس ظلاما، بل هو أعمق تجل للنور.
فهرس الكتاب:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق