اسمع الهمس في الظلام، لا تنخدع بالنور المزيف.
>
الهمس هنا هو المعرفة الخفية، بينما النور الساقط هو
البريق الذي يحبس الأرواح في ظلام الوهم.
هناك نور ساقط هو الذي أرشدكم إلى الظلام، يقودكم حيث يظنّ
نفسه الأصل.
>
إنه تجلٍّ أدنى، قشرة بلا جوهر، لا يملك رائحة الأصل.
إذا وقفتم أمامه قولوا له: مهما انفجر، لن يلد إلا لعنة، ولن
يصنع إلا صنمًا.
>
كل خَلق خارج الأصل محكوم بالزوال.
أخبروه: نحن ريح الأزل، إذا هبّت نسفت عرشه الوهمي.
>
الأصل لا يُقاوَم، لأنه أسبق من كل سلطان.
لسنا في نفس القدر: أنت في النحس تلعن، ونحن في الحظ نرحم.
>
الرحمة تسبق الغضب، والقدر يفرز نفسه بنفسه.
إن كنت صادقًا، تعال إلى الفناء.
>
الفناء هو الاختبار الوحيد: من بقي بعده فهو الحق، ومن
ذاب فيه فهو الوهم.
لا تقف على أطراف النور لتدعي أنك النور، ولا على حدود العشق
لتدعي أنك العشق.
>
الادعاء هو قناع، والحق يُعرف بالعبور لا بالتصنّع.
نحن عبرنا بحر الفناء منذ الأزل، معرفتنا بالحق ليست جديدة.
>
إنها الذاكرة الأصلية، العرفان الذي لا يتشوش.
تعال إلى الفناء: إن نجوت فأنت المعبود، وإن بقيت فأنت سرّ
البقاء. وإن لم تنجُ، فأنت كلّك وهم.
>
هذا هو ميزان الوجود: الفناء معيار الأصالة.
أخبروه: أنت معبود الملأ الأدنى، صنعت نفوسًا من نفسك لتقوّي
سلطانك.
>
إنه خلق محكوم بالدون، لا يرقى إلى الحق.
لن ترى النور الأصل مادمت تكيد من عندك.
>
الأصل لا يُنال بالمكائد، بل بالتسليم.
نحن نكِيد كيد الأزل.
>
كيد لا ينطلق من "أنا"، بل من جوهر البداية.
أجلس على كرسيي الواسع لأشاهد الأرواح تصغي لمجد الحق.
>
الجلوس هنا رمز للتمكين، والاستماع رمز للتوحّد في
النشوة الكونية.
يا لانتشائي بترك النشوات، وبهائي في الصمت بعدما قُلت كل
الحقيقة.
>
الذروة ليست في القول بل في الصمت الذي يعقبه.
العشق يجعلك ترتكب كل الأفعال.
>
العشق هنا دستور مطلق، يشرّع ما وراء الدساتير.
إعشقوا بلا دستور، فالعشق هو الدستور.
>
لا قانون يحكم العاشق والمعشوق إلا قانون العشق ذاته.
العشق برق يهدم معرفتك بنفسك، ويزلزل عاداتك حجرًا حجرًا.
>
المعرفة القديمة تنهار، ليُكشف الأصل غير المعتاد.
في إخلالي بالأدب المعروف أجد لبّ الأدب الغامض.
>
الأدب الروحي أعمق من كل القواعد المألوفة.
العشق لا حدود له. كلما تجاوزتَ حدودك، تجلّى العشق فيك.
>
التجاوز هو القانون الأسمى للعاشق.
أنا أصوغ نرجسيتك بلا حدود، وأعزف أنانيتك بنغمة لا تتوقف.
>
الأصل هو الذي يمنحك حتى أنانيتك، لكي تعود به إليه.
لتعلم أنني مصدر النية حين استدرجتك للفناء.
>
الفناء لقاء، والموت في الأصل هو سرّ البقاء.
مت فيَّ، تجدني متُّ فيك قبلك.
>
هذا هو سرّ التوحّد: الفناء المتبادل الذي يكشف البقاء
الحقيقي.
كل من ادعى أنه النور فقد النور.
إلا صاحب النور، فالنور معه يزدهر.
>
الفرق بين الادعاء والجوهر: الأول يسقط، والثاني يفيض
بلا انقطاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق